حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في حكومة تسيير الأعمال برئاسة إسماعيل هنية من مدى خطورة تدهور الوضع الصحي في قطاع غزة، لا سيما مع عدم السماح بإدخال قطع غيار للأجهزة الطبية والدواء وعدم إدخال الوقود خاصة غاز "النيتروز" الطبي، وعدم توريد حليب الأطفال ونقص أدوات النظافة.
واستنكرت الوزارة في بيان صحفي، تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه "الأعمال الإجرامية" التي تهدد حياة الفلسطينيين خاصة من النقص الحاد في الوقود "إذ يؤثر على عمل المستشفيات، ويهدد سيارات الإسعاف والخدمات الطبية بالتوقف عن العمل مما يؤثر بالسلب على سير العمل ويهدد حياة الكثير من المرضى والجرحى".
وأكدت على أن عدم دخول الدواء، خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة والكلى والسرطان "يزيد معاناة أبناء شعبنا ويجعل الكثير منهم ينتظر الموت في كل لحظة".
وقال البيان: "استمراراً لسياسة الاحتلال الظالمة التي قضت على كل مقومات ومعالم الحياة في قطاع غزة، التي أصبحت تشكل كارثة حقيقية وكابوساً يهدد حياة المئات من الفلسطينيين، خاصة مع تواصل إغلاق المعبر ومنع دخول الدواء للمرضى ودخول أنواع الوقود التي تحتاجها مستشفياتنا لتشغيل العديد من الأجهزة التي تتوقف عليها حياة العشرات من المرضى".
وأضاف: "وفي ظل الصمت العربي والدولي والنداءات والاستغاثات المتواصلة من قلب غزة نؤكد على أن سياسة الاحتلال الإجرامية باتت ولا زالت تؤثر سلباً على كل مقومات الحياة في القطاع".
وناشدت وزارة الصحة في بيانها جميع المؤسسات الدولية والحقوقية خاصة منظمة الصحة العالمية "برفع هذا الحصار الظالم والمتغطرس عن أبناء شعبنا الفلسطيني والذي ينذر بكارثة صحية وبيئية واقتصادية"، داعية شعوب العالم كافة والشعوب العربية والإسلامية خاصة ببذل أقصى الجهود لفك الحصار وإنقاذ شعبنا من هذا الدمار الهائل.
رسالة لوزراء الصحة العرب وفي سياق متصل؛ أرسل وزير الصحة الفلسطيني الدكتور باسم نعيم برقية عاجلة إلى وزراء الصحة العرب، محذراً إياهم من كارثة صحية قد تحل بقطاع غزة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه بغزة.
وقال الدكتور نعيم في الرسالة، التي وصل "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منها اليوم الأحد (16/3): "إننا نخاطب معاليكم في هذا الظرف الراهن لقطاع غزة والذي يعاني من ظلم الحصار وقهر الاحتلال مما يعرضه لأكبر مأساة في هذا العصر والذي يستدعي وقوف أشقائه العرب إلى جانبه لتجاوز هذه المحنة الصعبة".
وأضاف: "إن إخوانكم في قطاع غزة يعانون الآن من ويلات هذا المحتل الذي لا يعرف حداً ولا قانوناً وأشد القطاعات تأثراً بذلك هو القطاع الصحي بما تعلمون من خطورة ذلك على سائر الكائنات وعلى رأسها أعز ما نملك وهو الإنسان الفلسطيني الذي ضرب بصموده وصبره على هذا الواقع وهذه المأساة أروع الصور".
ووضع وزير الصحة الفلسطيني الوزراء العرب، من خلال تقرير مفصل أرفقه بالرسالة، في صورة الوضع الصحي في قطاع غزة، قائلاً لهم: "حتى تكونوا على بينة من هذا الأمر وحضراتكم الأقدر على تصور مدى الكارثة التي ستلم بقطاعنا الحبيب لا قدر الله لو استمر هذا الوضع على ما هو عليه".
وختم نعيم رسالته التي وجهها إلى وزراء الصحة العرب قائلاً: "إن خدمة الإنسان الفلسطيني صحياً هو شغلنا الشاغل ولكننا نقف أحياناً عاجزين عن أداء هذه المهمة أمام هذه الهجمة الشرسة للاحتلال وذلك بالرغم مما نقوم به من جهد المقل وما استطعنا حتى هذه اللحظة أن نحافظ به على تقديم خدمة ولو بحدها الأدنى وبما استطعنا بتوفيق الله أولاً ثم دعم المخلصين من أمثالكم من الحفاظ على عدم تدهور الحال لما يمكن أن يشكل مأساة سنسأل عنها أمام الله".